كلمـــــــات لــــهــا رنيــــن
شعر وجداني




الأهداء







إلى كل من حمل في قلبه كلمة ألم ..
وعاشت معه أيام وسنين تستنزف


في جوفه
الحزن والخوف والحرمان ..
إليك كلماتٍ تسمع صداها في
داخلك وترددها على شفتيك ..
إليك " كلماتٍ لها رنين "


من صميم قلبي
إلى أعماق قلبك ..

غيداء الجنوب


بكل هذا الحب


سيدي أتيتك راكضة ..

متلهفة بكاد العطش يقتل الإحساس في نفسي ..
ركضت إليك مغمضة العينين وكلي ثقة أنك ستتلقفني بيديك الحانيتين ..
مددت إليك يداي المرتعشتان ولمست فيك الجسد القوي بحنانه ..
رأيت في عينيك بحراً عميقاً غُصت فيه

وكأني في بحرٍ اعتدت عليه منذ صغري ..
وعرفت أسراره .. لم أختنق .. لم أفقد أنفاسي .. وأغرق ..
بل طفوت به حتى عادت روحي تتنفس ..

وكأنها لم تتنفس من قبل ..
اقتربتَ مني أكثر ..

حتى أصبحت في جوفي وفي قلبي المالك الأول والوحيد ..
كنت خائفة من نفسي .. من قدري ..
من الحرمان الذي يطاردني في كل مكانٍ ألجأ إليه خفت أن أفقدك ..
خفت أن أضيع منك وتضيع مني ..
وهبتك كل شيءٍ وأنا راضية ..
أحببت كل شيءٍ من أجلك وأنا على استعداد بأن أحب أكثر من أجلك ..
رضاك عني هو رجائي الوحيد ..

فالحياة ليس لها معنى بدونك ..
بدونك كل شئٍ صامت ..

بدونك أنا شمسٌ تحجبها الغيوم .. وأزهار تذبل ..
وشفاه تفقد رغبتها في الابتسام ..
لقد أدمنتك سيدي ..
وها أنا أواصل ركضي إليك ..
وأنت لا تزال تمد إليّ يداك لتضمني ..
بكل هذا الحب ..

وبكل هذا الإخلاص .. أقبل إليك ..
ولك الرضا مني حتى ترضى عليّ ..


غيداء الجنوب


فشل جرحك


أيها الجرح المتعبد في صومعة قلبي ..

أيها الجرح المتفجر في أعماق نفسي ..
اخلع ثوبك عني .. ودعني في عراء همي ..

أتخبط في صحراء أيامي القاحلة ..
أبحث فيها عن فرحٍ يروي زهرة شبابي ..

أطير بأجنحةٍ بلا ريش نحو أفقٍ بعيد ..
أبتعد عنك .. أسافر منك ..
أهرب .. فحزني يكفيني يا جرحي ..
ارفع قيودك عن قلي فصاحبك لم يعد يعني لي شيء ..

أيها الجرح المتلبد في سماء كوكبي ..

قطعت عنك كل مواصلاتي ..

ونقضت غزل من كان من أجله غزلي ..
أيها الجرح المتطفل على أيامي .. ماذا تنتظر ..؟
انزع ألمك من صدري ..

واحمل حقائبك معك .. وارحل ..
وقل لصاحبك حين تعود " لم تنجح رسالتي " ..
ولن تنجح ..

قل له يا صاحب الجرح .. " فشل جرحك " ..
قل له أنني أغتسل الآن من آلامي .. وعذابي ..

وسأعود طاهرة من ذنب حبك .. وأتوب من شقائي .. وهمي ..
" فشل جرحك " وأنا سعيدة بهذا الفشل ..
فبه أعود فأحيا حياةً جديدة ..

حياة طفلٍ بدأ ساعاته في هذه اللحظة ..


غيداء الجنوب


طريق النسيان


ما كنت أرى فيك سوى سري الذي أخفيه ..

ما كنت أحلم بشيءٍ فيك ليتحقق ..
كنت أمارس فيك حلماً قديماً ..

محته سنين الاغتراب .. وسرت عنه بعيداً ..
كان طريقاً وعراً ..

ذلك الطريق الوهمي للنسيان ..
كنتَ تقف في ناحية من هذا الطريق .. هل تذكر ؟؟
كنتُ تائهةَ فوجدت من يشاركني درب الضياع ..

أوهمت نفسي أنني وصلت نهاية الطريق..

لم أكن أعلم أن طريق النسيان سبيلٌ مفقود وافتقدته أكثر حين التقيت بك ..
هل تذكر ذلك اليوم ..؟ يوم أن التقينا ..
التقينا في وضح النهار لكننا لم نكن نرى حقيقة هذا اللقاء ..

كنتَ أنت أشبه بإنسانٍ يلتقط أنفاسه بصعوبة المحتضر

بعد أن خاض قصة حبٍ أردته قتيلاً ..

حاولت أن أنسيك ألمك بشيءٍ من العاطفة ..

وتمردت العاطفة في نفسي حتى ظننت أنني أحببتك ..

ضمدت جراحك وشُفيت بك جراحي ..

وهبتك السعادة وزادت بك سعادتي ..
كنا كمن يحرث في أرض غيره .. أو يغرس في البحر ..

نغرس بذور الحب في قلبينا الجريحين ونحن ندرك أنها لن تثمر

ولن نجني منها سوى العذاب وجرحٌ آخر ..
عشنا معاً كذبةً كبيرة اسمها " الحب " ..

والمشكلة أننا صدقنا هذه الكذبة ..

وغرقنا في بحور من الأحلام والأماني ..

حتى طاف بنا الزمن وتوقف في نهاية الطريق ..
طريقاً كنا نخافه ونبحث عنه ..
عرفنا الحقيقة .. وصحونا بصفعةٍ منها ..

كانت مؤلمة .. الحقيقة التي تجاهلناها بمحض إرادتنا ..
وهي أنك تحاول نسيان جرحٍ قديم وتطبيبه بدواءٍ كاذبٍ مني ..

وأنني عشت الحب معك لملأ فراغٍ في قلبي أحدثه حبٌ فاشل .. وقديم ..
إذن .. كلٌ منا يحاول النسيان وبنفس الطريقة ..
فالواقع أن كل منا يقتل نفسه بالطريقة التي تعجبه ولكن بالسلاح نفسه ..

حتى وصلنا إلى طريق النسيان ..

نعد خطواتنا من جديد ..

ولكن هذه المرة سيكون لجرحين بدلاً من جرحٍ واحد ..
يحتاج كلٌ منا إلى زمنٍ يفوق عمره كي ينسى ويرحل خالي اليدين ..
خالي القلب والذكريات ..

وهذا ما لا نملكه .. أنا وأنت حتى الآن ..


غيداء الجنوب


لن أكون أبداً


سعدت بلقاك .. فأدماني الشوق بقربك ..

فما أصعب أن يشتاق حبيبٌ لحبيبه وهو قريب ..

أواه من زمنٍ ضاع بين يديك ..
أحقيقةٌ أن تلك الأيام لن تعود ..؟

وستبقى غريب ..؟
سنبقى في ليلنا أجساداً لا روح لها ..

وسنمضي سنين العمر ساعاتٍ لا حياة فيها ..
من زرع في قلبي شوكٌ أراد به موتي ..؟
من كتب في دفتري حروفٌ لا أعرف منها سوى شكلها ..؟
أهواك رغم بعدك عني .. ورغم حصارك مشاعري ..

لا تطلب مني الرحيل فقد يكون في قربك مراري ..

ولكنني لا أحتمل في بعدك الموت البطيء ..
سعدت بلقاك ..

وهاأنا أودعك بكلماتٍ صامتة وحروفٍ مذبوحة ..
أكلمك بحنيني المختنق وأنا أعلم أنك لا تسمعني ..
أحاور فيك ضميراً لا يعرف عني سوى النسيان ..
وأغمضت عيناي وأيقنت مصيراً كنتُ أتجاهله ..
وعرفت في قرارة نفسي أنني لا شيء ..

لا شيء بالنسبة لك ..
ربما أكون شيئاً في وحدتي ..

ولكن بالنسبة لك لن أكون أبداً ..

ولم أكن يوماً ما ..


غيداء الجنوب


الاحتراق


بدأ الشتاء يطرق باب عمري ..

بدأ البرد يمارس وظيفته في نخر عظامي ..
الصقيع في أيامي .. احتراق ..

الحلم في زمني افتراق ..
هزيلةٌ أحلامي ..

مريضةٌ ذكرياتي ..
بعد ذلك الربيع وبعد تلك الأزهار ..

بعد طول الانتظار ..
تحول الصبر في قلبي إلى نارٍ ونار..

ليت البرد يخجل من ناري ..
ليت الثلج المتلبد حول عيني يذوب دموعاً على ساحة وجهي ..
امنحيني يا نار نفسي قوةً أصارع بها برد شتائي ..
فعمري ما عاد يحتمل مزيداً من الانتظار ..
وداعاً أيامي ..

وداعاً أحلامي ..

وداعاً شبابي ..
هاأنا أحترق في برد شتائي ..

وأذوب في جليد عمري وأضيع .. أضيع ..
ويضيع كل شيء ..

كل شيء حتى ذلك الحلم الصغير ..


غيداء الجنوب