بدونك .. أنا لا شيء


يسألوني من أكون ..؟

ومن أين أتيت ..؟

ولمن أنتمي ..؟
يسألوني عنك من تكون ..؟

ومن أين أتيت ..؟

وكيف أنني لجأت إليك ..؟
قرؤوا في عيناي جواب خطه القدر وأدركوا أخيراً أنني غريبة في وطني ..
يتيمة بين أهلي ..

ليس لي مكانٌ يحتويني .. ولا قلباً يؤويني ..
ولا حتى اسماً أنتمي إليه ..

كل الذي أمتلكه ويمتلكني هو أنت .. أنت فقط ..
كنت ضائعة فوجدت نفسي بين يديك ..

كنت جائعة وعثرت على زادي بين عينيك ..

كنت تائهة فأضأت دربي ببريق عينيك ..

أصبحت وطني .. وناسي .. وسكني ..

وفجري الذي تشرق به شمسي ..
يسألوني كيف طاوعهم السؤال ..؟

كيف تجرأت أعينهم على الاستفهام ..؟
وأنا التي كنت أتسكع على شوارع رحمتهم ولا مجيب ..
بعد قطعهم يدي حين امتدت إليهم تطلب منهم الرأفة وحسنة حب ..
بعد عثوري عليك بين طيات المستحيل وفي متاهات العمر ..
يسألوني أن أرحل عنك ..ادعني من حبك ..
لأن حبك لا يليق بي كما يدّعون ولا يناسبني ..

لماذا ..؟
ومن أكون أنا بدونك ..؟

بدونك أنا .. لا شيء .. لا شيء ..


غيداء الجنوب