بكل هذا الحب


سيدي أتيتك راكضة ..

متلهفة بكاد العطش يقتل الإحساس في نفسي ..
ركضت إليك مغمضة العينين وكلي ثقة أنك ستتلقفني بيديك الحانيتين ..
مددت إليك يداي المرتعشتان ولمست فيك الجسد القوي بحنانه ..
رأيت في عينيك بحراً عميقاً غُصت فيه

وكأني في بحرٍ اعتدت عليه منذ صغري ..
وعرفت أسراره .. لم أختنق .. لم أفقد أنفاسي .. وأغرق ..
بل طفوت به حتى عادت روحي تتنفس ..

وكأنها لم تتنفس من قبل ..
اقتربتَ مني أكثر ..

حتى أصبحت في جوفي وفي قلبي المالك الأول والوحيد ..
كنت خائفة من نفسي .. من قدري ..
من الحرمان الذي يطاردني في كل مكانٍ ألجأ إليه خفت أن أفقدك ..
خفت أن أضيع منك وتضيع مني ..
وهبتك كل شيءٍ وأنا راضية ..
أحببت كل شيءٍ من أجلك وأنا على استعداد بأن أحب أكثر من أجلك ..
رضاك عني هو رجائي الوحيد ..

فالحياة ليس لها معنى بدونك ..
بدونك كل شئٍ صامت ..

بدونك أنا شمسٌ تحجبها الغيوم .. وأزهار تذبل ..
وشفاه تفقد رغبتها في الابتسام ..
لقد أدمنتك سيدي ..
وها أنا أواصل ركضي إليك ..
وأنت لا تزال تمد إليّ يداك لتضمني ..
بكل هذا الحب ..

وبكل هذا الإخلاص .. أقبل إليك ..
ولك الرضا مني حتى ترضى عليّ ..


غيداء الجنوب