الحزن الكبير


بعد سنواتٍ من العذاب والصراع مع المرض يختطف القدر روحٌ نقية ..
عاشت وهي تحمل أملاً في الحياة ..
كان نهاية ذلك الأمل بنهاية الأجل ..
كانت تبتسم وتنير وجهها الفرحة حين تسمع من يقول أن هناك أملٌ في الشفاء ..
احتضنته بين آلامها ..
واتخذته صديقاً لها في أوجاعها ..
كانت نهاية " أم " قاومت طوفان المرض بكل قواها ..
واستطاعت العيش عكس تيار الحياة كي تعيش لأبنائها الثلاثة ..
وتخرجهم من دائرة الخوف والقلق ..
إنهم أطفال لا يعرفون كيف يقفون أمام براكين الأحداث ..
وكل ما يمكنهم إدراكه هو أن لهم " أم " تحتضر في كل ساعة

وتموت في كل غمضت عين ..
لا يرون سوى دموعاً من كل زائر .. ومن كل صديق وقريب ..
تركت هذه الأم حباً كبيراً ..
وحزناً أكبر في قلوب من أحبها وعاش معها ..
تركت ورائها رسالة عظيمة ختمتها بأصابع الصبر ..
في مدرسة نشأت تحت يديها ..
وكان ختامها أروع من المسك حين رحلت ..
ذلك الحزن الكبير لا يزال يكبر ويكبر في كل يومٍ يمر ..
وفي كل سنةٍ من رحيلها ..
يكبر ألماً ويزيد جراحاً في ذاكرة الزمن ..
تركت حزناً كبيراً في قلوب أطفالها الثلاثة

وهم يذكرون ليالي الخوف والصراع ..
الحزن الكبير يعيش معهم في كل حين ..
وفي كل ميلاد من عمرهم المديد ..


غيداء الجنوب