حـــــــوار


هي تقول :

أحاول أن أفهم الحياة .. فهي تبدو كالبحر نحتاج فيها إلى غواص ليغوص بنا في أعماقها حتى نكتشف ما بها من أسرار ..
هو يقول :

إن كانت الحياة تتطلب إلى غواص فلا بد من معرفة مهارة ذلك الغواص .. فإذا كان غواصاً ماهراً وذكياً فسيصل بنا إلى بر الأمان .. أما إذا كان غواصاً فاشلاً عندها حتماً سيكون مصيرنا الهلاك ..
هي :

أعرف أن للإنسان لغة .. وللحيوان لغة .. وللطير أيضاً لغة .. ولكن ما هي لغة الحياة ..؟
هو :

إن الحياة لها أسس وقواعد تحتاج إلى لغة ليفهمها من لا يعرف التعامل معها ..
هي :

ولكن كيف أستطيع أنا وأنت أن نفهم تلك اللغة ونحن لاندرس لغات ..؟
هو :

الطريق الصحيح .. والمنهج القويم وحدهما خير مترجم لي ولك ..
هي :

إنك تعقد الأمور .. أنا لا أفهمك كيف يكون هناك منهج يعلمنا دون أن نتعلمه ..؟ هذا صعب جداً .. صعب ولا أستطيع فهمه أبداً ..
هو :

حسناً .. سأحاول ربط الأمور بعضها ببعض لكي يمكنك استيعاب ما أرمي إليه .. اسمعي يا عزيزتي :
" إن الأمور الصعبة قد نكتشف أنها في منتهى السهولة .. وغير معقدة كما نعتقد .. وذلك حين نفكر فيها جيداً .. وندرسها من جميع الجوانب بشيءٍ من التعقل والحكمة .. فلو كان منهجك سليماً طوال طريقك في مشوار الحياة الطويل .. عندها لا تحتاجين إلى دراسة أي لغة أو فهم ما يجب عليك فهمه .. أعتقد أنك تفهمين الآن ما قصدت أليس كذلك ..؟
هي :

إن الأمور التي تحل بهذه السهولة وبتلك البساطة قد تكون أمور تافهة لا قيمة لها ولا تحتاج لأي جهد منا في التفكير .. هذا هو رأيي وأنت ما هو رأيك ..؟
هو :

لا يا عزيزتي .. ليس هناك أمور تافهة فلا يوجد أمر إلا وله أثراً معيناً في حياتنا .. سواءاً أكان من الأمور الصغيرة أو من الأمور الكبيرة ..
هي :

الآن فهمتك .. ولن أنسى أن آخذ درساً في الغوص حتى أستطيع أن أغوص في بحار أفكارك أولاً وأخيراً ..
هو :

أعتقد أنك الآن بدأتِ تفهمينني يا رائدة الغواصين .. وهذا ما يهمني أولاً وأخيراً ..
هي وهو يختمان حوارهما بضحكةٍ صادقة يرتفع صداها إلى العنان ..



غيداء تقول : الحياة جميلة ولكي تعيش فيها سعيداً

أحسن الظن بالآخرين وكن عونا لمن يحتاج منك العون


غيداء الجنوب