لن أكون أبداً


سعدت بلقاك .. فأدماني الشوق بقربك ..

فما أصعب أن يشتاق حبيبٌ لحبيبه وهو قريب ..

أواه من زمنٍ ضاع بين يديك ..
أحقيقةٌ أن تلك الأيام لن تعود ..؟

وستبقى غريب ..؟
سنبقى في ليلنا أجساداً لا روح لها ..

وسنمضي سنين العمر ساعاتٍ لا حياة فيها ..
من زرع في قلبي شوكٌ أراد به موتي ..؟
من كتب في دفتري حروفٌ لا أعرف منها سوى شكلها ..؟
أهواك رغم بعدك عني .. ورغم حصارك مشاعري ..

لا تطلب مني الرحيل فقد يكون في قربك مراري ..

ولكنني لا أحتمل في بعدك الموت البطيء ..
سعدت بلقاك ..

وهاأنا أودعك بكلماتٍ صامتة وحروفٍ مذبوحة ..
أكلمك بحنيني المختنق وأنا أعلم أنك لا تسمعني ..
أحاور فيك ضميراً لا يعرف عني سوى النسيان ..
وأغمضت عيناي وأيقنت مصيراً كنتُ أتجاهله ..
وعرفت في قرارة نفسي أنني لا شيء ..

لا شيء بالنسبة لك ..
ربما أكون شيئاً في وحدتي ..

ولكن بالنسبة لك لن أكون أبداً ..

ولم أكن يوماً ما ..


غيداء الجنوب