طريق النسيان


ما كنت أرى فيك سوى سري الذي أخفيه ..

ما كنت أحلم بشيءٍ فيك ليتحقق ..
كنت أمارس فيك حلماً قديماً ..

محته سنين الاغتراب .. وسرت عنه بعيداً ..
كان طريقاً وعراً ..

ذلك الطريق الوهمي للنسيان ..
كنتَ تقف في ناحية من هذا الطريق .. هل تذكر ؟؟
كنتُ تائهةَ فوجدت من يشاركني درب الضياع ..

أوهمت نفسي أنني وصلت نهاية الطريق..

لم أكن أعلم أن طريق النسيان سبيلٌ مفقود وافتقدته أكثر حين التقيت بك ..
هل تذكر ذلك اليوم ..؟ يوم أن التقينا ..
التقينا في وضح النهار لكننا لم نكن نرى حقيقة هذا اللقاء ..

كنتَ أنت أشبه بإنسانٍ يلتقط أنفاسه بصعوبة المحتضر

بعد أن خاض قصة حبٍ أردته قتيلاً ..

حاولت أن أنسيك ألمك بشيءٍ من العاطفة ..

وتمردت العاطفة في نفسي حتى ظننت أنني أحببتك ..

ضمدت جراحك وشُفيت بك جراحي ..

وهبتك السعادة وزادت بك سعادتي ..
كنا كمن يحرث في أرض غيره .. أو يغرس في البحر ..

نغرس بذور الحب في قلبينا الجريحين ونحن ندرك أنها لن تثمر

ولن نجني منها سوى العذاب وجرحٌ آخر ..
عشنا معاً كذبةً كبيرة اسمها " الحب " ..

والمشكلة أننا صدقنا هذه الكذبة ..

وغرقنا في بحور من الأحلام والأماني ..

حتى طاف بنا الزمن وتوقف في نهاية الطريق ..
طريقاً كنا نخافه ونبحث عنه ..
عرفنا الحقيقة .. وصحونا بصفعةٍ منها ..

كانت مؤلمة .. الحقيقة التي تجاهلناها بمحض إرادتنا ..
وهي أنك تحاول نسيان جرحٍ قديم وتطبيبه بدواءٍ كاذبٍ مني ..

وأنني عشت الحب معك لملأ فراغٍ في قلبي أحدثه حبٌ فاشل .. وقديم ..
إذن .. كلٌ منا يحاول النسيان وبنفس الطريقة ..
فالواقع أن كل منا يقتل نفسه بالطريقة التي تعجبه ولكن بالسلاح نفسه ..

حتى وصلنا إلى طريق النسيان ..

نعد خطواتنا من جديد ..

ولكن هذه المرة سيكون لجرحين بدلاً من جرحٍ واحد ..
يحتاج كلٌ منا إلى زمنٍ يفوق عمره كي ينسى ويرحل خالي اليدين ..
خالي القلب والذكريات ..

وهذا ما لا نملكه .. أنا وأنت حتى الآن ..


غيداء الجنوب