الهروب


أهرب من نفسي .. أهرب من عالمي .. من أمسي ..
أدفن أيامي في رتابة الزمن .. وملل الحياة ..

أتيه مع أحزاني ساعة وأشرد خائفة منها ساعةٌ أخرى ..

أذيب أفكاري في سخافاتٍ كئيبة ..
لا أعرف في دنياي غير الهروب من شيء ومن لا شيء ..
أهرب وأهرب والعمر يضيع بين مساحات خطواتي ..
صكّ الحلم بابه أمام وجهي وأعلن التحدي حين طرقت

أبواب السعادة باباً تلو باب ..

ضيعتني .. أوهمتني هذه السعادة بحلمٌ ظننته يوماً باب سعادتي ..
كان الحلم مجرد خوف وشرود .. ملل وهروب ..

خمود في ساعة غليان ..
هزني الحلم .. أخذني معه بعيداً ..

رسم لي طريقاً جميلاً على جانبيه زهور شوقٍ حمراء وعرفت

أن في نهاية طريقي أشواق إما أن أتخطاها

وإما أن أفترش بقربها لتذكرني بحلمٍ خائب وأعود أحترق ..

وتذوب آمالي في حريق آهاتي ..

وتعود ساعات الخوف والبرد والليل الكئيب ..
تعود إليه خطواتي .. يتوقف لهيثي .. يتوقف نبضي ..
يتوقف ركضي عند الخط الملتهب في زمني ..
ويبقى الهروب في عمري غاية أدركتها حين

كان اليأس والخوف قدري ..


غيداء الجنوب